اسرائيل تنذر 110 ألف فلسطيني في رفح بإخلائها تمهيداً لقصفها

أنذر الجيش الاسرائيلي مساء الاربعاء، 7-1-2009، في منشورات القيت من الطائرات, سكان منطقة رفح الحدودية في جنوب قطاع غزة بضرورة "اخلاء منازلهم" قبل الساعة الثامنة (السادسة تغ) من صباح غد الخميس، لتجنب القصف الذي سيطالها بحجة "استخدام منازلها مخازن سلاح" من قبل المقاتلين الفلسطينيين.

وكان شهود عيان افادوا قبلا ان مهلة الانذار هي الثامنة مساء الاربعاء. وجاء في المنشورات الموقعة من قبل الجيش الاسرائيلي والقيت في رفح ان "قيادة جيش الدفاع الاسرائيلي تطلب منكم اخلاء منازلكم بدءا من شارع البحر وحتى حدود
مصر" في منطقة رفح.


واوضحت المناشير التي ابلغ شهود عيان وكالة فرانس برس بمحتواها ان الجيش سيقصف هذه المناطق "نظرا لاستخدامها كانفاق ومخازن من قبل الارهابيين (...) ومعكم حتى الساعة الثامنة صباحا" (السادسة تغ) من يوم الخميس.

وذكر شهود عيان ان مئات العائلات اضطرت الى اخلاء منازلها "خوفا من القصف" الاسرائيلي الى اماكن اكثر امنا وابعد من المنطقة الحدودية المهددة. ويقول عاملون في مؤسسات تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين انه
بحسب الانذار الاسرائيلي "يصبح حوالى 50 الف شخص" في رفح "مهددين بترك منازلهم" والمبيت في العراء.

ومساء الأربعاء، أعلن مدير عام الاسعاف والطوارىء في وزارة الصحة الطبيب معاوية حسنين ان عدد قتلى الهجوم الاسرائيلي منذ بدايته في 27 ديسمبر الماضي، ارتفع الى 702 اضافة الى نحو 3100 جريح. واضاف أن ثلث القتلى من الاطفال والفتيان ممن تقل اعمارهم عن 16 عاما.


توسيع العدوان

وسبق أن قررت الحكومة الأمنية الإسرائيلية المصغرة توسيع هجومها البري على غزة، بالتزامن مع إرسال مسؤول إسرائيلي كبير إلى مصر، للتباحث في شروط الهدنة المقترحة.

وقال مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية إن الوزراء الـ12 في الحكومة الأمنية "أقروا مواصلة العمليات البرية، والدخول في المرحلة الثالثة التي ستوسع إطار الهجوم عبر التوغل أكثر في المناطق المأهولة".

ووصفت إسرائيل الاجتياح البري الأولي "بالمرحلة الثانية"، من العملية بدون الكشف عما يمكن أن يتبعها، بينما ذكر مصدر رفض نشر اسمه قبل الاجتماع أن الخطوة الثالثة تتمثل في دخول المراكز الحضرية.

ويعتقد محللون عسكريون أن القوات الاسرائيلية ستواجه تحديا خطيرا من خلال القتال في الأحياء والأزقة المكتظة بالسكان في غزة، حيث سيكون الكثير من الدعم الجوي غير ذي جدوى وسيتمكن المسلحون الفلسطينيون من نصب كمائن.

ويمكن أن يرقى غزو غزة إلى إعادة احتلال منطقة استولت عليها إسرائيل من مصر في حرب 1967 وغادرتها في عام 2005. وذكر زعماء إسرائيليون أنهم لا يرغبون في إعادة احتلال غزة ولا في الإطاحة بحركة المقاومة الإسلامية حماس في المرحلة الراهنة.


دراسة الهدنة

وكانت إسرائيل والسلطة الفلسطينية رحبتا بالخطة المصرية لإنهاء الحرب في غزة، بينما أعلنت حركة حماس أنها تدرسها, ولكن رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل حذر من أن الحركة "لن تقبل شروط إسرائيل التي تريد فرض الاستسلام عليها".

وأعلن المتحدث باسم رئاسة الوزراء الإسرائيلية مارك ريغيف أن إسرائيل تؤيد المبادرة المصرية. وأضاف "تشكر إسرائيل الرئيس المصري (حسني مبارك) والرئيس الفرنسي (نيكولا ساركوزي) على جهودهما بهدف التوصل إلى حل لإنهاء الأنشطة الإرهابية في غزة ووضع حد لعمليات تهريب الأسلحة من مصر إلى غزة".

وقال مسؤولون إسرائيليون كبار إن إسرائيل وافقت على المبادئ التي قدمتها مصر لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، لكن البلدين لم يتفقا بعد على تفاصيل أساسية بشأن كيفية تنفيذها.

ورحبت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس، التي شاركت في نقاشات مجلس الأمن الدولي في نيويورك للتوصل إلى قرار يطلب إنهاء العمليات الحربية، بمبادرة مبارك. كما دعم المبادرة، كذلك، الرئيس عباس الموجود أيضا في نيويورك.


المقترح المصري

ويتألف المقترح المصري، الذي صيغ بتعاون وثيق مع فرنسا، من 3 نقاط؛ فبالإضافة إلى وقف إطلاق النار "لفترة محددة" لإتاحة فتح ممرات آمنة لنقل المساعدات إلى السكان, تتعهد الخطة المصرية بتوفير ضمانات لإسرائيل وللفلسطينيين.

ووافقت إسرائيل على وقف إطلاق النار لأغراض إنسانية ولكنها قصرته على ثلاث ساعات يوميا فقط. وتتضمن الضمانات "تأمين الحدود", وهو شرط إسرائيلي, و"فتح المعابر ورفع الحصار" وهو ما يطالب به الفلسطينيون.

وتعتقد الرئاسة المصرية أنه "يمكن أن يكون هناك اتفاق خلال 4 أو 5 أيام حول إحكام السيطرة على الحدود" كما ترى أن "هذا ربما يقود إلى انسحاب إسرائيلي في غضون 8 أيام".

والنقاط الثلاث للمبادرة المصرية هي:

1- موافقة إسرائيل والفصائل الفلسطينية على وقف إطلاق النار مؤقتا لإتاحة الفرصة لنقل المساعدات عبر ممرات إنسانية إلى 1.5 مليون فلسطيني في قطاع غزة.

2- تدعو مصر إسرائيل والفصائل الفلسطينية إضافة إلى ممثلي الاتحاد الأوروبي و"أطراف أخرى" لمناقشة وسائل ضمان عدم تكرار التصعيد في قطاع غزة.

3- تدعو مصر الفصائل الفلسطينية، وخصوصا حركتي فتح وحماس إلى استئناف الحوار من أجل مصالحة وطنية فلسطينية.

وتعتبر مصر, حسب ما قال ديبلوماسي فلسطيني رفيع, أن هذه المبادرة لا تعني عودة إلى الوضع الذي كان قائما من قبل، إذ سينص اتفاق الهدنة الجديدة على ضمانات وآليات مراقبة لم تكن قائمة من قبل.