حوالي 20 قتيلا خلال اشتباكات بين الإسرائيليين ومسلحي حماس

ذكرت التقارير الواردة من غزة أن حوالي 20 قتيلا، بينهم جندي إسرائيلي على الأقل، سقطوا خلال الاشتباكات وأعمال القصف المتبادل بين القوات الإسرائيلية والمسلحين الفلسطينيين في قطاع غزة اليوم الأحد.

فقد نقل مراسلنا في جنوبي إسرائيل، أحمد البديري، إن جنديا إسرائيليا على الأقل قُتل وأُصيب اثنان آخران بجروح، من جراء الاشتباكات التي دارت مع مسلحي حماس خلال اليوم الأول من الهجوم البري الإسرائيلي على قطاع غزة.

في غضون ذلك، قالت حركة حماس إن مسلحيها أسروا جنديين إسرائيليين وقتلوا وجرحوا آخرين خلال اشتباكات اليوم الأحد.

فقد ذكر مراسل بي بي سي في غزة، شهدي الكاشف، أن قذائف مدفعية إسرائيلية قتلت على الأقل 17 فلسطينيا، معظمهم من المدنيين، أثناء قصف إسرائيل "سوق فراس" في غزة صباح اليوم الأحد.

وقال المراسل إن 17 جثة وصلت إلى مستشفى الشفاء في المدينة وأن الإصابات بالعشرات من جراء الهجوم على السوق الشعبي المذكور ونتيجة الاشتباكات التي دارت بين القوات الإسرائيلية ومسلحي حركة حماس.

وذكر المراسل أن قوات الجيش الإسرائيلي أكملت فصل مدينة غزة عن جنوبها وأن الاشتباكات تجري الآن بين الإسرائيليين والفلسطينيين في مواقع عدة من القطاع.

وقالت مصادر طبية في المدينة إن اثنين على الأقل من بين القتلى الذين سقطوا في بيت لاهيا هم من المسلحين الفلسطينيين، إلا أن أغلبية الضحايا هم من المدنيين، بمن فيهم أربعة أفراد من نفس الأسرة قضوا جميعا عندما سقطت قذيفة إسرائيلية على منزلهم.

وقال شهود عيان إن القوات الإسرائيلية سيطرت صباح اليوم الأحد على غالبية الطرق المؤدية إلى مركز غزة المكتظ بالسكان.

وأضافوا قائلين إن وحدات المشاة، مدعمة بالدبابات والعربات المدرَّعة، سيطرت على طريق صلاح الدين، بالإضافة إلى مناطق تقع شمالي وجنوبي مدينة غزة.

وقالوا إن عشرات الدبابات والمدرعات المنتشرة على بعد ثلاثة كيلومترات جنوبي مدينة غزة، أي في المنطقة التي كانت تقوم عليها مستوطنة نيتساريم الإسرائيلية السابقة، قد سيطرت أيضا على الطريق الساحلي للمدينة.

وذكر السكان المحليون أنهم سمعوا أصوات انفجارات مدوية في المناطق التي دخلتها القوات الإسرائيلية والتي تبادلت النيران مع المسلحين الفلسطينيين الذينن أطلقوا قذائف الهاون وفجروا العديد من القنابل التي كانوا قد زرعوها إلى جوانب الطرقات التي سلكها الإسرائيليون.

وأكد السكان أنهم شاهدوا عناصر الجيش الإسرائيلي وهم يلقون القبض على أشخاص عدة في المناطق التي دخلوها.

وأضافت التقارير قائلة إن الاشتباكات بين الجانبين ما زالت جارية في عدة مواقع في مدينة غزة وبلدة بيت لاهيا الواقعة شمالي القطاع ومخيم جباليا للاجئين الفلسطينيين، وذلك في اليوم الأول من الهجوم البري الإسرائيلي الذي جاء بعد ثمانية أيام من القصف الجوي ورمي التمهيد المدفعي.

يُشار إلى أن إسرائيل، التي تقول إن هجومها البري على غزة يرمي إلى إيقاف إطلاق الصواريخ التي تنطلق عليها من القطاع، لم تصدر حتى الآن أي تأكيد رسمي بعدد القتلى أو الجرحى في صفوف جيشها منذ بدء الهجوم البري على غزة ليلة أمس.

من جهة أخرى، قال علي لاريجاني، رئيس البرلمان الإيراني، إن غزة ستصبح "مقبرة لإسرائيل".

فقد نقلت وكالة مهر للأنباء عن لاريجاني قوله: "لقد واجه الصهاينة مقاومة قوية من قبل الفلسطينيين المتحمسين. وعلى الصهاينة أن يعلموا أن غزة ستصبح مقبرة لهم."

وتُعد تصريحات لاريجاني الأولى من نوعها لمسؤول إيراني رفيع منذ بدء الهجوم الإسرائيلي على غزة.

وأضافت الوكالة قائلة إن أعضاء البرلمان الإيراني هتفوا أيضا قائلين: "تسقط إسرائيل. يسقط الصهاينة."

من جهة أخرى، أنهى مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة لبحث تطورات الوضع في غزة، دون التوصل الى اتفاق أو إصدار قرار، وذلك في الوقت الذي توغلت فيه القوات الاسرائيلية البرية في قطاع غزة.

وكانت أرتال الدبابات والمدرعات الإسرائيلية قد دخلت شمالي القطاع تساندها الطائرات المروحية. وقالت إسرائيل إن ثلاثين جنديا أصيبوا في العملية العسكرية البرية.

ونقلت وكالة الانباء الفرنسية فجر الاحد عن شهود عيان في غزة قولهم إن القوات الاسرائيلية تقف على مشارف مدينة غزة.

وقال الشهود إن وحدات مشاة اسرائيلية تدعمها الدروع قد شوهدت في منطقة مستوطنة نتساريم اليهودية السابقة الواقعة على مسافة ثلاثة كيلومترات جنوبي مدينة غزة.

مجلس الامن
وفي نيويورك رفضت الولايات المتحدة مسودة قرار تقدمت به الدول العربية عبر ليبيا العضو العربي في مجلس الأمن يطالب إسرائيل بوقف فوري لإطلاق النار.


تقول التقارير إن اشتباكات عنيفة تشهدها غزة بين الجنود الإسرائيليين ومسلحي حماس


وقال السفيران الأمريكي والبريطاني إن مسودة القرار متحيزة للغاية حيث لم تذكر الصواريخ التي تطلقها حماس باتجاه إسرائيل.

وقال السفير الأمريكي أليخاندرو وولف ان واشنطن لا ترى مؤشرا على التزام حماس بدعوة مجلس الأمن الأسبوع الماضي لوقف اطلاق النار وأعمال العنف وبالتالي فإن صدور بيان كهذا لن يعطي مصداقية للمجلس.

وقال سفير فرنسا جان موريس ريبير إنه بعد حوالى اربع ساعات من المشاورات في مجلس الامن "لم يتم التوصل إلى اتفاق بين اعضاء المجلس".

لكن السفير الفرنسي اضاف قائلا: "كان ثمة تلاقي كبير جدا في وجهات النظر للتعبير عن قلقنا الكبير من التصعيد ومن تدهور الوضع وللدعوة الى وقف فوري ودائم لاطلاق النار".

من جانبه قال السفير الليبي جاد الله الطلحي إن الولايات المتحدة عرقلت مشروع القرار مشيرا إلى انه تم بذل الجهد للوصول إلى تسوية والموافقة على بيان ضعيف ولكن من سوء الحظ لم يتم التوصل إلى إجماع.

وكان رئيس الجمعية العمومية للأمم المتحدة ميجيل داسكوتو انتقد عدم فاعلية المجلس والتي تولدت حسب قوله عن عجزه عن للتوصل لتوافق حول اسلوب لمعالجة الأزمة في غزة، وإن ما يحدث في القطاع هو "جريمة".

وقال المندوب الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور إن مهمة مجلس الأمن هي إخطاع إسرائيل للقانون الدولي عبر وقف العملية العسكرية على قطاع غزة.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد تحدث في وقت سابق مع رئيس الوزراء الاسرائيلي حيث أبلغه قلقه العميق وخيبة أمله تجاه العملية البرية في غزة.


تنفي إسرائيل وقوع أي قتلى في صفوف جنودها منذ بدء قصف غزة
وقال الأمين العام للأمم المتحدة إنه مقتنع بان التصعيد سيضاعف معاناة المدنيين في القطاع.

وطالب بان كي مون بوقف فوري للعملية البرية. ودعا إسرائيل إلى بذل قصاري جهدها لضمان حماية المدنيين. وأكد أن التطورات الأخيرة تصعب إمكانية التوصل إلى حل دبلوماسي للنزاع.

كما حث الأمين العام للمنظمة الدولية قادة العالم على تكثيف جهودهم من أجل التوصل إلى وقف فوري لاطلاق النار يتضمن وجود مراقبين دوليين لفرض الهدنة.

ويتوجه العديد من وزراء الخارجية العرب إلى نيويورك لحث مجلس الأمن على تبني مشروع قرار عربي بإدانة إسرائيل ووقف قصف غزة.

وكان من المقرر أن يتوجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى نيويورك أيضا للغرض ذاته لكنه أجل ذلك انتظارا لزيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي للضفة الغربية يوم الاثنين.

التوغل البري
وميدانيا، دخلت الدبابات الاسرائيلية في معارك عنيفة مع مسلحين فلسطينيين على أطراف مخيم جباليا.

كما نقلت قنوات تلفزيونية مشاهد لغزة وهي تحت القصف حيث شوهدت ألسنة نيران تندلع من مناطق في القطاع وسمع هدير المقاتلات الحربية الاسرائيلية والمروحيات العسكرية. كما أمكن سماع دوي إطلاق نيران متقطع وانفجارات في مناطق متفرقة من القطاع.




وقالت وسائل إعلام إن مقاتلات من طراز أف 16 ومروحيات هجومية شاركت في دعم وإسناد القوات البرية التي دخلت القطاع وإن معارك عنيفة اندلعت مع مجموعات من المسلحين الفلسطينيين.

وقال مراسلون على الأرض إن البوارج الحربية الإسرائيلية شاركت في القصف من البحر في الوقت الذي استمر فيه القصف من الجو والبر.

وقال الناطق باسم لجان المقاومة الشعبية ويدعى ابو مجاهد لبي بي سي العربية إن خمسة جنود اسرائيلين قتلوا وجرح العديد منهم خلال التوغل البري.

كما أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أنها قتلت 9 جنود إسرائيليين.

ولم يصدر عن الجيش الاسرائيلي أي معلومات تتعلق بالخسائر في صفوف القوات التي تتوغل بريا في غزة.

وقال مراسل بي بي سي العربية في غزة شهدي الكاشف إن الدبابات الاسرائيلية تتوغل في شمال القطاع ببطء، وأن المروحيات الاسرائيلية تشارك في قصف مواقع لمسلحين فلسطينيين بالرشاشات الثقيلة.

وأضاف أن القوات الاسرائيلية تتوجه نحو موقع مستوطنة نيتسريم في قطاع غزة، التي أخلتها بعد الانسحاب من القطاع، وأن موقع المستوطنة يتعرض لقصف مركز من قبل المدفعية الاسرائيلية.

وقال شهدي الكاشف إن مسلحين فلسطينيين أطلقوا صواريخ باتجاه البلدات الاسرائيلية التي تقع بالقرب من القطاع بعد بدء العملية البرية الاسرائيلية.

إسرائيل: العملية قد تستغرق عدة أيام
وقال أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي لبي بي سي العربية إن "مهمة الجيش الاسرائيلية من خلال الاجتياح هو الدفاع عن المواطنين الاسرائيليين وأن حماس ستتلقى ضربة قوية والرسالة ستصل"، مؤكدا توقع القادة العسكريين "بحدوث خسائر في صفوف القوات الاسرائيلية" التي اجتاحت غزة.

ورفض أفيخاي أدرعي الإدلاء بأي تفاصيل حول العملية العسكرية الاسرائيلية. وكان الرقيب العسكري الاسرائيلي قد أصدر أمرا بحظر نشر أي معلومات حول العملية البرية.


وجه رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة انتقادات حادة لمجلس الأمن لعدم إصداره قرار بوقف إطلاق النار
وقالت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي إن الهدف من التوغل هو السيطرة على المناطق التي يطلق منها مسلحون فلسطينيون صواريخ باتجاه جنوب إسرائيل.

كما أكد متحدث باسم الخارجية الاسرائيلية لبي بي سي العربية أن القوات الاسرائيلية لا تريد احتلال قطاع غزة بالكامل وإنما تريد فقط السيطرة على المناطق التي تنطلق منها الصواريخ باتجاه غزة.

وحذر المتحدث الحكومي الاسرائيلي مارك رجيف من ان العملية قد تستغرق أياما عديدة.

وقال "في اللحظة التي ندرك فيها أن المواطنين الاسرائيليين في الجنوب لم يعودوا يخشون صواريخ حماس، وانهم تحرروا من ارهاب صواريخ حماس اليومي، في هذه اللحظة ستتوقف العملية".

وقال شهود عيان إن القوات الاسرائيلية دخلت شمال القطاع انطلاقا من أربع نقاط منفصلة، فيما قال شاهد عيان يقيم في بلدة بيت لاهيا شمالي القطاع إن القوات الاسرائيلية تخطت الحدود تحت جنح الظلام.

حماس: سنحول غزة الى مقبرة
من جانبها وجهت حركة حماس بيانا للشعب الفلسطيني تلاه اسماعيل رضوان القيادى فى الحركة، دعا فيه المواطنين إلى الحصول على المعلومات من قيادة الحركة.

وأشاد رضوان بما سماه "صمود وبسالة" عناصر الحركة الذين يواجهون الجنود الإسرائيليين وقال إن "حماس ستحول قطاع غزة الى مقبرة للقوات الاسرائيلية".


حذر مشعل اسرائيل من القيام بعملية برية في غزة
كما دعا الشعوب العربية إلى "الانتفاض وفتح الحدود ونصرة الشعب الفلسطيني".

أما موسى أبو مرزوق، نائب رئيس المكتب السياسي لحماس، فقال لبي بي سي العربية إن "الفلسطينيين سيلقنون الإسرائيليين درسا في المعركة البرية وأن حماس لديها من الأسلحة ما يكفي لمحاربة القوات البرية للجيش الاسرائيلية".

ونسبت وكالة رويترز للأنباء إلى محمد نزال القيادي في حماس أن مقاتلي الحركة تمكنوا من قتل بعض الجنود الإسرائيليين شرقي قطاع غزة.

من ناحيته قال وزير الدفاع الاسرائيلي إيهود باراك إن حماس لم تترك خيارا لاسرائيل سوى القيام بهجوم بري على غزة.

كما قال باراك إن إسرائيل مستعدة لأي تطور على الجبهة اللبنانية، في تحذير مبطن لحزب الله.

استدعاء جزء من الاحتياط
وقد استدعت الحكومة الاسرائيلية دفعة جديدة من جنود الاحتياط بلغت عشرات الالاف.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن العملية ستستمر عدة أيام، وقال مسؤولون عسكريون إن عشرة آلاف عسكري يشاركون في العملية البرية، والهدف منها الاستيلاء على منصات إطلاق الصواريخ.


قال رياض منصور إن مهمة مجلس الأمن إصدار قرار فوري بوقف إطلاق النار في غزة
وكانت إسرائيل قد طورت الهجوم في يومه الثامن بقصف مدفعي لأنحاء القطاع للمرة الأولى منذ بدء العملية.

وأفادت أنباء بأن غارة على مسجد في بيت لاهيا شمال شرقي مدينة غزة أدت إلى مقتل 16 شخصا على الأقل بينهم أطفال وجرح عشرات آخرين.

وأفادت مصادر طبية وشهود عيان أن مسجد إبراهيم المقادمة استهدف بصاروخ أطلقته طائرة حربية أثناء صلاة المغرب.

وقد أدى الهجوم على غزة منذ السبت الماضي إلى مقتل أكثر من 450 فلسطينيا تؤكد الأمم المتحدة أن ربعهم على الأقل مدنيون وجرح أكثر من 2200 آخرين.

مشكوره

عفوا