ظاهرة التسول عند الاطفال حاضر مشؤوم ومستقبل معدوم

تتفاقم في السنوات الاخيرة وبشكل كبير في مدينة الناصرة وسائر انحاء المدن والقرى العربية ظاهرة بشعة أصبحنا نعتاش معها في حياتنا اليومية وهي ظاهرة تسول الاطفال العزل والابرياء من مناطق السلطة الفلسطينية على المفارق والطرقات واضعين انفسهم في دائرة الخطر الدائم والمحدق.

التسول هي ظاهرة قديمة ومنتشرة في مختلف انحاء العالم وهي تعتبر من اكثر الظواهر خطرا على المجتمعات فكيف اذا كانت هذه الظاهرة تمتد الى الاطفال الصغار دون سن البلوغ، أولئك الأطفال الذين لا يعون ما يفعلون ويغريهم بقليل من المال اشخاص عديمو الضمير والاحاسيس الانسانية همهم الوحيد تحقيق رغباتهم الشخصية.


ان استغلال الاطفال بسبب ظروف الفقر والجوع والعوز لاقحامهم في العمل بالتسول والشحذة مهنة "العصر" كحل لمشاكلهم المادية والاقتصادية هو تصرف غير انساني وغير أخلاقي وحتى غير قانوني، ومرفوض كليا ويجب معاقبة كل من تسول له نفسه لاستخدام هؤلاء الاطفال الابرار كسلعة لتحقيق غاياته وأطماعه الشخصية الضيقة.


ان حرمان الاطفال من حقوقهم بالتعليم والحياة الكريمة وادخالهم في عالم بعيد عن عالمهم كل البعد، يجعلهم يفقدون حسهم الطفولي ويكتسبون عادات شاذة ويتعلمون تصرفات لا تنسجم مع طفولتهم البريئة اضطروا لتعلمها بسبب الاحتكاك اليومي بذاك المجتمع الذي لا يناسب اعمارهم ولا عقولهم التي لم تنضج بعد لتميز الصح عن الخطأ والجيد من الرديء مما يصدر لهذا المجتمع جيلا شابا اميا غير متعلم وعالة على هذا المجتمع لا ينتج الا الكثير من المشاكل الاجتماعية لاحقا من التحول الى الجريمة او الدخول في عالم المخدرات والانحرافات التي لا تنتهي.


ان المستفيدين من تشغيل الاطفال بالتسول بستغلون الطرفين بطريقة غير انسانية فالطفل الصغير يدخل الى عالم مجنون لا يعرف الا المصالح والمنفعة ولا يفقه غير المادة وكيفية الحصول عليها بذلك تتحول تلك البراءة وتتشوه بما تكتسبه من الاحتكاك بهذا المجتمع.


وبالمقابل يتم استغلال مشاعر الناس المتعاطفة مع الاطفال لكونهم يثيرون مشاعر الشفقة والاحسان مما يزيد من تلك الظاهرة وانتشارها بشكل كبير يستدعي القلق واخذ خطوات حازمة للحد من توسع انتشارها.


ان هذه الظاهرة بحاجة لجهود منظمة ولخطط من اجل القضاء عليها ولوعي من كل افراد المجتمع بهدف مكافحتها ايضا وعدم الانسياق وراء العواطف واستثارة المشاعر لان التعاطف بمثل هذه الحالات يزيد من هذه المشكلة بدلا من تداركها.


ان ظاهرة التسول هي ظاهرة غير حضارية وغير انسانية وتعتبر انتهاكا للقانون الدولي لحماية الطفل، ويجب ان تتكاثف كل الجهود للحد منها ومعاقبة كل من ينظمها فالقانون يجب ان يكون صارما وخصوصا للاشخاص الذين يستغلون الاطفال بهذه الطريقة غير الانسانية.


ان مكان الاطفال الطبيعي في بيوتهم ومدارسهم وتوفير الاطر الدافئة لاحتضانهم، وعالمهم الجميل البريء واحلامهم البسيطة الصغيرة وبين العابهم الطفولية وليس في الشارع مع المجرمين واللصوص يمدون ايدهم للحصول على المال الذي سيقضي على طفولتهم مستقبلا وسيكون هو النهاية لحياتهم الكريمة لاحقا وموتا اكيدا لكل طموح او مستقبل كان ممكن ان ينتظرهم يوما. يجب وضع ظاهرة التسول لدى الاطفال على رأس سلم اولويات كل المؤسسات والاطر القانونية لمعالجتها بشكل جذري والقضاء عليها كليا اليوم قبل الغد.


هذا لا يعني ان نتعامل مع هؤلاء الاطفال بقسوة وبعنف كما شاهدت بأمي عيني الاسبوع الماضي عندما راح احد السائقين وانهال بالضرب المبرح على طفل برييء كان يبحث عن لقمة عيشه متسولا على مفرق ام واصف جنوبي مدينة الناصرة حيث اتضح لي فيما بعد انه لم يتجاوز العشر سنوات وبرر السائق موقفه بحجة ان الطفل حاول مضايقته!! إنّ المطلوب تكاثف كل الجهود والتنسيق الكامل بين المؤسسات والاطر التي لها علاقة ومن مسؤوليتها معالجة موضوع من هذا النوع للحد من هذه الظاهرة والتعامل معها بمنتهى الجدية مع الاخذ بعين الاعتبار الجانب الانساني والاحساسي ومراعاة شعور هؤلاء الاطفال الذين يعيشون تحت ظلم وقهر الاحتلال في معاناة يومية اصبحت واقعا في حياة الطفل الفلسطيني البريء الذي إما فقد والديه أو شرد من بيته فلذلك راح يبحث لقمة عيشه في التسول على الطرقات والمفارق في المدن والقرى العربية.

شكرا

sho0o0o0o0o0o0okra